الصحوة الملكية تدك حصون باريس بهاتريك بنزيمه‎‎

منير الرفاعي10 مارس 2022آخر تحديث :
كريم بنزيمة

الصحوة الملكية كانت سداً منيعا أوقف وإجتاح كل شيء في باريس ليودع رفاق ميسي ونيمار البطولة ويذهب كبار البطولة للدور القادم ، معركة نارية من طرف واحد خلال عشرين دقيقة أنهت كل شيء ، أصدقاء الأمس حكيمي وراموس ونافاس غادروا مدريد بالحسرة الأكبر مدركين أنهم خسروا المباراة قبل أن يبدأوها لأنهم يعرفون من هو ريال مدريد ، ميسي ونيمار أعداء الأمس واليوم فقد تعودوا على العودة من مدريد بالخسارة لكنها اليوم موجعة بالتأكيد بسبب قساوة التحول الدراماتيكي خارج الزمن الافتراضي.

ريال مدريد إستطاع اللعب بالخصم عندما تعامل معه أنه قد رمى المنديل كونه يعرف أن لاعبي باريس معجونون بالغرور وعند التحول لن يجدوا ما يفعلوه سوى المشاهدة فقط وهذا بالفعل ما حدث فأنشيلوتي لم يلعب بأوراقه الأقوى وهو المدرب الذكي والمرن فهو لا يعاند وهذا ما يمتاز به بالمقارنة مع زيدان.

أنشيلوتي مدرك تماماً أن تواجد كامفينجا ورودريغو سيخلق للريال قوة أكبر وهذا وجدناه في مباراة ريال سوسيداد الذي كان فيها الريال قويا وسريعا ومع ذلك وجد أن اللعب بكل أوراقه سيجعله ضحية لردة فعل الخصم وهنا سينتهي كل شيء.

المدرب الايطالي دخل بشيء يتعلق بالذهنية في باريس وإختار المباغتة لاحقاً بأوراق الحل في الشوط الثاني مبكرا ً ، شيء نستطيع تسميته إستدراج وقراءة للرسم التكتيكي للخصم وربما التأكد من نجاعة هذه الحلول فهو مدرب حذر ولا يجرب لكنه مرن وذكي ولديه الحلول ومقتنع بطريقته هذه.

ربما أنا كنت مقتنعا بضرورة تواجد الفرنسي والبرازيلي لكن أنشيلوتي أراد تسيير خطته هكذا ونجحت وربما لو دخلوا منذ البداية ستضيع نجاعتهم وسط الاجراءات الاحترازية الباريسية لكن ما يهمنا هنا أن ريال مدريد لديه الحلول ويتحلى بالشجاعة والقتالية والحدة وشخصية البطل وهذه السمات لا تجارى ولديهم السانتياغو برنابيو والجمهور العريض وهم أسلحة الملكي الفناكة.

ريال مدريد أعطى دروس مجانية للجميع وفي مقدمتهم إدارة باريس سان جيرمان لأنها فقط من أحملها عبء الخروج المتكرر من البطولة لأن التشكيلة النارية والمدرب الكبير والذي لا أحمله نتيجة ماحدث لأن تجربته السابقة مع توتنهام في أقوى الدوريات في العالم والحصول على مركز ثاني في دوري الأبطال بأسماء أقل بريقا من كتيبة باريس وما حدث مع توخيل وقبله إيمري يجعلنا نتأكد أن الادارة لا تساعد الطاقم واللاعبين والجميع يتحدث عن تدخلات ليوناردو المبالغ فيها.

فالحل تواجد مدرب بصلاحيات مفتوحة وبشخصية قوية تتجاوز الأسماء المتواجدة في التشكيلة وربما بعد إقالة بوكتينيو وهذا قرار مؤكد بعد شهور من الان سيجعل زيدان يفكر في تولي مهام تدريب أبناء القلعة الباريسية وهو الفرنسي وصاحب الثقة بالنفس والشخصية القوية جدا وهذا ما يحتاج له النادي في الفترة القادمة.

الريال تجاوز باريس وستنتظره قرعة مجنونة ستصعب الإختبارات عليه خصوصا إذا وضعته القرعة مع ثلاثي المرشح للبطولة مانشستر سيتي وليفربول وبايرن ميونخ وستكون أقل وطأة لو وضعته مع باقي الفرق الاخرى ، لكننا أمام نسخة جيدة وليست ممتازة للملكي تستطيع مجاراة فرق البطولة وفوزهم على باريس يجعلهم يفكرون ملياً قبل الاستهانة بأنشيلوتي وكتيبته .

أختم ببنزيمه الذي يذكرني باللاعب الحاسم المقاتل والذي لا يستريح قبل رسم الفرحة للجمهور المدريدي، ربما إفتقدناه كثيرا لكن بنزيمه تقمص دوره تماماً وصنع الفرح في مدريد وفي كل بيت يعشق النادي الملكي في العالم.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.